كيمياء الحب (الغذاء والسعادة الزوجية)

أستاذ دكتور/ يوسـف عبد العـزيـز الحسانيـن، أستاذ التغذية وعميد كلية الاقتصاد المنزلى - جامعة المنوفية- شبين الكوم- مصر
عزيزى القارئ .. السعادة الزوجية من أجمل المصطلحات التى عرفتها قواميس لغة الحب والزواج، بها تتكون الأسر السعيدة ، وفى وسطها يتربى النشئ الصحيح ، وفى محيطها تنمو العلاقات الإجتماعية القويمة مع الأهل والجيران، وعلى أسسها يبنى المجتمع الصالح على أعمدة قوية لا تنهار. وإذا كانت العلوم والثقافات على إختلاف تخصصاتها قد أفرطت فى الحديث عن السعادة الزوجية فإنها قد إلتقت على نقطة غاية فى الأهمية تنحصر فى أهمية الغذاء كما ونوعا على جلب السعادة فقالوا فى الأمثال "الطريق الى قلب الرجل معدته"، وكثيرا ما يتباهى أهل العروس أمام الجميع بأن إبنتهم طهاية، تتفنن فى إعداد وطهى وتقديم ما لذ وطاب من الطعام. وليست هذه المقولة وأمثالها شئ من العبث بل هذا ما اكدته العديد من الدراسات العلمية الحديثة التى أجريت على المستويين المحلى والعالم والتى أكدت لنا بما لا يدع مجالا للشك أهمية تناول أغذية معينة تشتمل على مواد ومشروبات غذائية ومكسبات طعم ورائحة طبيعية ومكونات عطرية نباتية من شأنها تنشيط العواطف وتأجج المشاعر للعلاقات الزوجية بتأثير شكلها أو رائحتها او مذاقها بما يكون دافعا قويا للحب والعاطفة ويجعل الجسم في افضل حالاتة المزاجية التى تقود للسعادة الزوجية.ولا أنسى فى ذلك دراسة الحالة التى قمت بها بين أفراد عائلات المجتمع الذين يسكنون الأماكن الراقية ويرتادون الأندية الخمس نجوم وكان أغلبهم يعانون من بعض المشاكل النفسية (توترات كثيرة فى الحياة وعدم الإحساس بالإطمئنان والإكتئاب وغيرها) والزوجية (الملل وعدم الشعور بالسعادة) والجسدية (ضعف الذاكرة وكثرة ساعات النوم والشعور المتواصل بالتعب والإرهاق) وكعادتى أمسكت بالقلم والورق وأخذت أدون وأسترجع معهم عاداتهم الغذائية حيث تبن لى بما لا يدع مجالا للشك أن السبب كان نقص الكثير من العناصر الغذائية حيث كان أغلبهم يدمنون شرب القهوة والشاى الأسود ويأكلون بجوارها كميات كبيرة من السكريات والنشرويات تتمثل فى الحلوى والكيك وكذلك يلتهمون فى معظم أوقاتهم الأغذية والوجبات السريعة التى تمثل فيها الدهون المشبعة الضارة أكثر من نصف محتواها مثل البطاطس الشيبسى وساندويشات اللحوم والمشهيات مثل المايونيز ومكعبات الزبدة. وكانت النصيحة ضرورة الإقلال من تلك المأكولات والمشروبات والعودة الى الطبيعة (منتجات الدقيق الكامل الأسمر، الخضروات الطازجة، المأكولات البحرية وحبوب البقوليات ومشروبات الأعشاب وغيرها) وخلال فترة وجيزة كانت النتيجة ممتازة وعادت الحياة الزوجية السعيدة وملأها الحب والدفئ بفضل تلك المأكولات. لذلك يطيب لى هنا أن أذكر بعضا من هذه الأغذية والفعل الساحر التى تقوم بها فى ضبط الحالة المزاجية للسعادة الزوجية.

المأكولات البحريه منشط للعلاقات الزوجيه
تشتمل المأكولات البحرية على الجمبرى والكابوريا والسبيط وثعبان السمك وتتصف بغناها بالعناصر المعدنية مثل اليود والزنك، فاليود هام لإنتاجهرمونات الغده الدرقيه الهامه للطاقه والذكاء والقوى الفكريه وخاصة لدى الأطفال،أما الزنك يحسن المزاج والصحه العامه للجسم ومنشط للعلاقات الزوجيه، كما أنه هام لإنتاجهرمون " التيستيرون" وهو هرمون الحب في الرجال، وهام لعمل هرمونات الحب فى النساءوهى "الاستروجين". كما أن أسماك التونة والسلمون والسردين والرنجة غنية بمركب أوميجا -3 ( Omega-3 fatty acids) وهذا مختصصة في منع أمراض القلب من الحدوث، وعمل المخ والقيام بوظائفه الحيوية وإزالة الصداع والشعور بالنشوة والتمتع بالحياة الزوجية.

عصير القصب ينشط إنتاج إندورفينات الحب
أثبتت الدراسات أن عصير القصب يحسن المزاج، ويعطيالإنسان طاقة وحيوية فوريه، كما أنه ينشط إنتاج "اندورفينات الحب" التي تحسن المزاجوتسكن الألم، ويساهم فى إنتاج هرمون "الاوكسيتوسين" الذى يؤجج المشاعر العاطفيهويدفع للعناق والأحضان حتى من اللمس أو الهمس، بالإضافة إلى أنه يعالجالاكتئاب. كما أن تناول عصير القصب يسبب الراحة النفسية، والهدوء، والسعاده، حيث يؤدىإلى زيادة تكوين "السيروتونين" وهو هرمون السعادة والإنبساط والإنشراح، كما أن عصيرقصب السكر يحتوي على بعض المعادن مثل البوتاسيوم فهو مهدئ وهام للأعصاب ولوظائفالعقل والقلب، أما الماغنيسيوم مهدئ أيضاً ومنشط لإنتاج "هرمونات الحب"، وأخيراًالكالسيوم الهام لكفاءه الأعصاب.

الشوكولاته هامة لإنتاج هرمونات السعاده
يحلو لكثير من العشاق تبادل الشيكولاته كجزء أساسي من هدايا عيد الحب،حيث تحتوي على العديد من المكونات الغذائية التى تفيد العشاق وهى: الحمض الأمينى "التربتوفان" وهو له دور كبير فى تنظيم عمليهالنوم والمزاج والشهيه، " الفينيل ألانين" هام لإنتاج هرمونات السعاده والموصلاتالعصبيه، "التيروزين" الذي يساهم فى إنتاج الموصلات العصبيه ويسبب الشعور بالسعادهوالبهجه والراحه والهدوء النفسي، فتناول الشوكولاته يسبب زياده تدفق الدم فى مناطقالمخ الخاصه بالسعاده ونشاط الحواس والمتعه.

المكسرات موسع فعال للأوعيه الدمويه
وتشمل اللوز وعينالجمل والبندق والفول السوداني والتى تمتاز بمحتواها العالى من الحامض الأمينى "الأرجينين" الذي يزيد منإنتاج "أوكسيد النيتريك" بالجسم وهو موسع فعال للأوعيه الدمويه ويزيد من تدفق الدم خلال الاجزاء المختلفة للجسم خاصة في المخوالأعضاء التناسليه، كما أنه يخفض الضغط والتوتر، كما يستخدم فى علاج ضعف الانتصاب،بالأضافة إلى أنه ينشط الجهاز المناعي.

البقول تمنح السعادة وتؤخر ظهور أعراض الشيخوخة
تعتبر البقوليات أرخص أغذيةالسعادة والتى تشمل اللوبيا والترمس والبسلة والعدس الأصفروالفول السوداني وحمص الشام والتوفو والفول البلدى، وتمتاز المخاليط منه بإحتوائها على البروتينات الكاملة والأحماض الأمينية الهامة مثل "التربتوفان-الفينيل ألانين – التيروزين وغيرها " والتى تساهم فى الشعور بالسعادهوالبهجه والراحه والهدوء ، أما الترمس فإنه أفضل مايجلب السعادة الزوجية لأنه غني بالتربتوفان وهو حمض أميني يدخل في بناء البروتينات الخاصة بهرمونات السعادة مثل السيرتونين والميلاتونين (كل‏100‏ جرام ترمس تمد الجسم بـ‏289‏ مجم تربتوفان‏,‏ مقارنة بـ‏250‏ مجم من الفول السوداني ،‏210‏ مجم في السمك ،‏200‏ مجم من المكسرات ، ‏185‏ مجم من حمص الشام)‏، كما أن هذا المركب يؤخر ظهور أعراض الشيخوخة والتجاعيد ويخفف الآلام التي تسبق الدورة الشهرية‏,‏ كما يساعد علي تنشيط مناعة الجسم ويحد من أمراض المناعة وينشط الخلايا‏.

الخضراوات والفاكهة تكسب الشعوربالسعادة والهدوء
وتضم هذه القائمة مجموعة كبيرة تشمل الخرشوف والفجل واللفت والجزر وعيش الغراب وشوربة البصل والفلفل الأخضر.والجوافة والليمون والبرتقال واليوسفى وأغلب هذه الأغذيه غني بـفيتامين "جـ" لذلك فهى تكسب الشعوربالسعادة والهدوء، حيث أن فيتامين "جـ" خاصةً مع الدورة الشهرية يسببالتوتر والقلق. كما تعرف الطماطم تعرف باسم تفاحة الحب وذلك لاحتوائها على البوتاسيوم والفوسفور والكالسيوم وفيتامين "هـ" الذي قد يساعد في الانتاج الهرموني للجسم ورفع مستويات طاقته، كما تتميز بمحتواها العالى من هرمون السعادة الميلاتونين الذى ينظم النوم ويعطى الشعور بالراحة والسعادة.

الملوخية غذاء السعادة الزوجية
أثبتت العديد من الدراسات البحثية بما لا يدع مجالا للشك أن المحتوى العالى للملوخية من المركبات المعروفة بالفيتوكيماويات وفيتامين أ والكاروتينات بدرجة أكبر من العديد من الخضروات الورقية المشهورة مثل السبانخ والخس والسلق والجرجير، يضيف إليها بعدا صحيا هاما يتمثل فى مساعدتها على زيادة القدرة الجنسية وعلاج العقم وذلك من خلال فعلها كمواد مضادة للتجلط تزيد من درجة السيولة بالدم مما يتسبب فى زيادة معدل تدفق الدم بالاعضاء التناسلية وبنفس النظريات التى بنى عليها عمل الأدوية المنشطة جنسياً كالفياجرا، كما أن تناول الملوخية يزيد من درجة إفراز الغدد الجنسية لهرمونات الذكورة والانوثة والذى يؤدي بالطبع الى زيادة الرغبة الجنسية لدى الجنسين وتؤجج من مشاعر الحب والسعادة.

أغذية أخرى تمنح السعادة

تضم الفواكه مثل الفراولة والعنب والتين على صورتها الطبيعية كفواكه او عصائر او مشروبات او آيس كريم بالاضافة إلى التفاح والموز، لاحتوائه على مركبات تؤثر في المخ وترفع من الحالة المزاجية للجسم وتزيد من الثقة بالنفس ، عسل النحل لانه غنى بفيتامين "ب" المركب وعدة معادن تساعد على تنشيط المشاعر العاطفية في الرجل والمرأة، ومشروبات مثل شاي الجينسنج والجنزبيل ومكسبات الطعم والرائحة الطبيعية مثل الفانيليا وهي التي ارتبطت منذ زمن بعيد بتأثيراتها المحسنة للحالة المزاجية وبخاصة عند الرجال.