- محمد عادلعضو متميز
- عدد المساهمات : 115
تاريخ التسجيل : 31/12/2012
السحر ..هل ينفع مع الزوج ؟؟
السبت 5 يناير 2013 - 5:51
السلام عليكم ورحمة منه وبركات
اسعد الله اوقاتكم ..وعطرها بذكره
والثناء عليه
السحر ..؟؟
هل ينفع السحر مع الزوج؟؟
لايفلح الساحر حيث اتى
هذه قصص ..للدكتورة
لينا الحمصي ..
ربتت أم هيثم على كتف جارتها رنا، ومسحت دموعها وقالت لها: ما رأيك أن تذهبي إلى الشيخ أبو مسعود؟ لديه وصفات نافعة لجلب المحبة بين الزوجة وزوجها...
صاحت رنا بفزع: أتقصدين الساحر أبو مسعود؟!
قالت أم هيثم: لا فرق، سمّه كما تشائين: ساحر، شيخ... المهم أن يفك كربك وينهي مشكلتك...
قالت رنا: ولكنّ السحر حرام.
قالت: أم هيثم: صحيح أنه حرام، لكننا لن نؤذي أحداً.. غرضنا شريف ونيتنا طيبة، كل ما نريده هو أن يحبك زوجك ولا يتزوج عليك...
رضخت رنا لوسوسات أم هيثم، وذهبت معها إلى الساحر (أبو مسعود).
كان منظر (أبو مسعود) مرعباً مقززاً: شعر أشعث.. ثياب رثّة.. رائحة البخور تفوح في المكان. انعقد لسان رنا عن الكلام، فتولّت جارتها أم هيثم الكلام بدلاً عنها.
طلب الساحر أثراً من آثار الزوج: قطعة من ثيابه، خصلة من شعره، جورباً من جواربه، ليعقد عليه السحر، وحدد موعداً آخر، وأخذ دفعة على الحساب...
وفي اليوم المحدد، سلّمت رنا الأثر إلى الساحر، فصنع لها سحراً من شعر زوجها، وأمرها أن تضعه في وسادته عند النوم، وصنع لها سحراً آخر تضعه في طعامه وشرابه لمدة أسبوع، وعندها سترى كيف سيحبها بل ويعشقها ويموت فيها!!
خلال اليومين الأولين من تطبيق رنا لوصفة الساحر، كانت تراقب زوجها وتوهم نفسها أنه يشعر بضيق شديد في صدره، وكأن أحداً يطبق على خناقه. كانت تظن أن السحر بدأ يأخذ مفعوله، وأن سبب هذا الضيق هو خروج الكراهية ودخول المحبة إلى صدر الزوج.
في اليوم الثالث دخل الزوج غرفة النوم، واقترب من زوجته رنا. ابتسمت رنا في سرّها ابتسامة المنتصر، وأدارت وجهها بغنجٍ ودلالٍ وهي تنتظر أن يمطرها زوجها بوابل من كلمات الحب والغرام، ولكنه بدلاً من ذلك أمطرها بوابل من الشتائم الممزوجة بضربات شديدة من عصا كان يخبّؤها وراء ظهره. لم تعرف رنا لماذا ضربها.. كانت تلك هي المرة الأولى التي يمدّ زوجها يده عليها بالضرب والإهانة!
ولولت وهربت إلى بيت أهلها، وفي اليوم التالي ذهبت إلى الساحر تشتكي إليه ما ألمّ بها...
مطّ أبو مسعود شفته وقال: لعلك أخطأت فجلبت أثر أحدٍ غير زوجك، فانعكس مفعول السحر.
اغتاظت رنا، وقالت باستنكار: كيف أخطىْ وليس في البيت أحد غيري وغيره؟
حاول أبو مسعود أن يتهرب من الجواب، وطلب من رنا أن تحضر له أثراً آخر، ثم أثراً آخر، ولكنّ رنا أفاقت أخيراً على الحقيقة المرة، وخرجت وهي تسبّ الساعة التي ذهبت فيها إلى أبي مسعود، وتسبّ أم هيثم التي دلتها عليه...
قصتنا الثانية عن السيدة رسمية وجارتها فهمية.
قالت فهمية: أشعر وكأنّ على صدري ثقل مئة جبل. أخاف أن أكون مسحورة...
سألتها رسمية: لماذا يا فهمية خانم؟ من الذي يمكن أن يعمل لك السحر؟
قالت: أنا أشك بجارتنا أم لؤي، لأنها تحسدنا دائماً، والبارحة لمّا كانت تنظف الدرج، كانت تحمل سطلاً فيه ماء ملوّن، وعندما سفحته أمام بيتنا شعرت بنفسي (مو تمام)! من المؤكد أن هذا سحر!
سألت رسمية: وماذا تنوين أن تفعلي؟ فأجابتها فهمية: هل تعرفين شيخاً يفكّ السحر؟
قالت رسمية: طبعاً أعرف...
تواعدت الجارتان، وذهبتا في اليوم التالي إلى الشيخ أبو كامل..
عندما دخلتا عليه كان يقول: حرتكوش– مرتكوش– همبروش- يا ملك الأملاك.. خدّامك قدامك..
حملقت فهمية فيه. كان منظره مرعباً: وجهه ملوّث بالشحّار، وشعره منفوش، ورائحة القاذورات تفوح من ثيابه، والزبد يخرج من فمه مع كلماته المتقطعة..
شعرت برعب شديد وقالت لنفسها: هذه أول مرة أرى فيها شيخاً بهذا المنظر، فهل هذا شيخ يا ترى؟
تمالكت أعصابها، وطردت عنها الوساوس لأنها تريد أن تتخلص من السحر، ولا سبيل لهذا إلا عن طريق الشيخ أبو كامل. هكذا أفهمتها جارتها رسمية، فهو شيخ مجرب.. أكثر من عشر مرات جربته رسمية ومعارف رسمية...
طلب أبو كامل من فهمية أن تذبح خروفاً، وأن تذكر عليه اسم مرتكوش وحرتكوش وهمبروش، وأن تحتفظ بشيء من دمه في زجاجة كبيرة، ثم تذهب إلى جارتها أم لؤي، وتدهن باب بيتها بقليل من هذا الدم، وبهذه الطريقة ينفكّ السحر بإذن الله...
طبّقت فهمية الوصفة بحذافيرها، ومع ذلك لم تشعر بالراحة. بالعكس تماماً، كانت تشعر بضيق أكبر في صدرها وعقلها أيضاً، غيّرت الشيخ مرة ومرتين وثلاثة، وفي كل مرة كانت تطبق الوصفات بحذافيرها، ومع ذلك.. لم تنفعها أية وصفة.
الحديث عن السحر لا يقتصر على بلادنا فقط، لكنّ بلاءه عمّ أوساط البلدان الغربية المتحضرة...
لم يستطع التقدم العلمي والحضاري، ولا ثورة الاتصالات والتكنولوجيا، أن تسدّ الفراغ النفسي الذي يشعر به الناس هناك...
فقبل ثلاث سنوات عقد مؤتمر السحر والسحرة في فرنسا، وتلقى أدوات السحر رواجاً متميزاً في أمريكا.
أما في الشرق في البلدان الإسلامية، فالأمر ليس بهذه الدرجة من السوء، وذلك بفضل تعاليم الإسلام التي تحارب السحر وتربط بينه وبين الكفر، ولكن مع هذا نجد موضوع السحر آخذاً بالازدياد في عصرنا الحاضر...
قد يقول البعض: نعم، هو آخذ بالازدياد في أوساط الأميين والجهلة. ولكن للعلم أقول: إن السحرة لم يعودوا يعيشون على الجهلة والفقراء، لكنّ إخطبوطهم امتد ليطال المثقفين والمتدينين..
لقد استطاع السحرة أن يتغلغلوا بين بسطاء المتدينين عن طريق تلقيب أنفسهم بالشيخ أو المعالج بالقرآن، ومحاولة إقناعهم بأن ما يقومون به ليس سحراًً ولا دجلاً، بل هو مداواة ومعالجة بالقرآن الكريم.. وهذا تشويه لمفهوم الشيخ الحقيقي العالم بأمور الدين، الداعي إلى الله تعالى، الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، ومحاولةٌ لخلط الأوراق المزيفة مع الأوراق السليمة...
الحقيقة أن أكثر روّاد السحرة من النساء اللواتي يعانين من المشاكل العائلية.
تهرع الزوجة إلى الساحر علّها تجد عنده وصفة تقرب بينها وبين زوجها، وغالباً ما ينقلب السحر عليها، فبدلاً من أن يحبها زوجها، يزداد بغضاً لها...
لو بحثت كل واحدة من هاتيك الزوجات عن أسباب مشاكلها العائلية، وعالجتها بالحكمة والروية، ألن يكون هذا مفيداً لها بدلاً من سلوك طريق لا يرضى عنه الله ورسوله، ولا المؤمنون والعقلاء؟
قد يكون سبب المشاكل سوء أخلاقها هي، وبالتالي لن ينقلب كره زوجها لها إلى حب إلا إذا بدلت صفاتها الذميمة، وتقربت إلى زوجها بحسن الخلق والتودد والتحبب..
أعرف امرأة كلما جرت معها حادثة سيئة تنسبها إلى السحر، وتظلّ تتهم جاراتها بأنهن يدبرن لها سحراً. كلما اجتمعتُ بها كانت تقول: وجدت ماءً أصفر على عتبة داري، أليس هذا دليلاً على السحر؟ كانت دائماً تطرق أبواب السحرة لتجد العلاج عندهم، رغم تأكيدي لها على حرمة ذلك...
أخيراً اكتشفت سبب الماء الأصفر، فقد فتحت الباب مرة لتجد كلباً متمدداً على العتبة. ابتعد الكلب وبقي ماؤه... ضحكت بحرارة، واكتشفت من يومها كما كانت ساذجة حين صدقت أنها مسحورة.
سألتني مرة إحدى الأخوات: هل تنكرين وجود السحر؟
قلت لها: لا، فالقرآن الكريم يؤكد وجود السحر والسحرة، والله تعالى يقول: (وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا، يعلمون الناس السحر)، ويقول سحرة فرعون: (سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم)) (الأعراف ، 116)
ابتسمت صاحبتي وقالت: إذاً لماذا تنكرين أن نعتقد أننا مسحورات، وأن نبحث عمن يفكّ سحرنا!
قلت لها: أنا لا أنكر وجود السحر، ولكنني أنكر أن يوهم الإنسان نفسه بوجود السحر. وحتى عندما يتأكد الإنسان أنه مسحور، لا يجوز له الذهاب إلى السحرة لفكّ السحر، فهذا حرام لا يجوز شرعاً، بل هو من الكبائر...
يقول النبي عيه الصلاة والسلام: اجتنبوا السبع الموبقات(المهلكات)، قالوا: يا رسول الله وما هي؟ فقال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات.
وفي حديث صحيح آخر قال النبي صلى الله عليه وسلم: (التِّوَلة شرك) والمقصود بالتولة هو السحر الذي يرمي إلى تحبيب الزوج بزوجته. وقد اعتبره النبي صلى الله عليه وسلم شركاً لأن فيه ذهاباً إلى الساحر، وهذا من الكبائر، إضافة إلى أن المرأة تعتقد أن هذا الذي يعقده الساحر ليحبّب زوجها بها، هو الذي يؤثر في زوجها، وهذا من الشرك.
على مثل هذه الزوجة أن تحسّن سلوكها أولاً، ثم تلتجئ إلى الله عز وجل تطلب منه ما تبغيه، فبيده مفاتيح كل شيء، وهو القاهر فوق عباده، وهو على كل شيء قدير..
والحقيقة أن الساحر يتقرب إلى الشياطين بألفاظ الشرك والكفر، وبالإساءة إلى القرآن الكريم، ومنهم من يكتب الفاتحة معكوسة، ومنهم من يظل جنباً أو يرتدي ثوباً نجساً، ومنهم من يسجد للشيطان بدلاً من السجود لله تعالى...
والقرآن الكريم يعتبر السحر كفراً ويعتبر الساحر كافراً، بدليل قوله تعالى: (وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر)، أي لم يكن سليمان عليه السلام ساحراً، فاستخدم الكفر بدل السحر رداً على من اتهم سليمان بالسحر،
سألتني صديقتي: إذاً ماذا تفعل من تشكّ بوجود سحر، وإلى من تلجأ لفكّ السحر؟
أجبتها: الإنسان المؤمن قوي الصلة بالله تعالى، لا يضره السحر بإذن الله، ومن المفيد أن يقرأ المؤمن الفاتحة والمعوِّذتين: (قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس)، وأن يقرأ سورة الإخلاص وآية الكرسي. وإن وجد المرء ما يظن أنه أداة للسحر كالحجاب الذي فيه طلاسم وأرقام، فعليه أن يقوم بدفنه أو بحرقه.. وهذا كل شيء...
قالت باندهاش: هل يكفي أن يقرأ الإنسان على نفسه هذه السور والآيات، لكي يفكّ السحر عن نفسه؟
أجبتها: نعم بإذن الله. أما سمعت قوله تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)؟
قالت: ما رأيك بالشيوخ الذين يتصدون لفك السحر وخدمة المسحورين؟
أجبتها: علينا أولاً أن نميز بين الشيخ الحقيقي الذي يعالج بالقرآن، وبين السحرة والمشعوذين الذين يسمون أنفسهم شيوخاً ومعالجين، ويتسترون بالقرآن...
سألتني بلهفة: وهل هناك علامات للتمييز بينهما؟
قلت: هناك علامات ذكرها العلماء عن الساحر الذي يستخدم الشياطين، من هذه العلامات:
1- أن يأخذ أثراً من آثار المريض (ثوب – شعر – منديل).
2- أن يطلب ذبح حيوان بصفات معينة، أو أن يلطخ بالدم أماكن الألم من المريض، أو أن يطلب رمي الذبيحة في مكان خرب.
3- أن يكتب طلاسم غير مقروءة، أو أن يقرأ طلاسم غير مفهومة.
4- أن يعطي المريض حجاباً يحتوي على مربعات بداخلها حروف وأرقام.
انتهى الوقت المحدد للجلسة بيني وبين صديقتي، فاستأذنتها أريد الذهاب، فقالت: ولكنك لم تحدثيني عن معنى التنجيم وعن حكمه. وعدتها أن أحدثها عن ذلك في العدد القادم بإذن الله، وأن أبحث في التنجيم: معناه.. حكمه... وأن أناقش (العين)... وهل هي حقيقة أم وهم... وهل كل رقية هي رقية محرمة، أم هناك رقى شرعية!!
اسعد الله اوقاتكم ..وعطرها بذكره
والثناء عليه
السحر ..؟؟
هل ينفع السحر مع الزوج؟؟
لايفلح الساحر حيث اتى
هذه قصص ..للدكتورة
لينا الحمصي ..
ربتت أم هيثم على كتف جارتها رنا، ومسحت دموعها وقالت لها: ما رأيك أن تذهبي إلى الشيخ أبو مسعود؟ لديه وصفات نافعة لجلب المحبة بين الزوجة وزوجها...
صاحت رنا بفزع: أتقصدين الساحر أبو مسعود؟!
قالت أم هيثم: لا فرق، سمّه كما تشائين: ساحر، شيخ... المهم أن يفك كربك وينهي مشكلتك...
قالت رنا: ولكنّ السحر حرام.
قالت: أم هيثم: صحيح أنه حرام، لكننا لن نؤذي أحداً.. غرضنا شريف ونيتنا طيبة، كل ما نريده هو أن يحبك زوجك ولا يتزوج عليك...
رضخت رنا لوسوسات أم هيثم، وذهبت معها إلى الساحر (أبو مسعود).
كان منظر (أبو مسعود) مرعباً مقززاً: شعر أشعث.. ثياب رثّة.. رائحة البخور تفوح في المكان. انعقد لسان رنا عن الكلام، فتولّت جارتها أم هيثم الكلام بدلاً عنها.
طلب الساحر أثراً من آثار الزوج: قطعة من ثيابه، خصلة من شعره، جورباً من جواربه، ليعقد عليه السحر، وحدد موعداً آخر، وأخذ دفعة على الحساب...
وفي اليوم المحدد، سلّمت رنا الأثر إلى الساحر، فصنع لها سحراً من شعر زوجها، وأمرها أن تضعه في وسادته عند النوم، وصنع لها سحراً آخر تضعه في طعامه وشرابه لمدة أسبوع، وعندها سترى كيف سيحبها بل ويعشقها ويموت فيها!!
خلال اليومين الأولين من تطبيق رنا لوصفة الساحر، كانت تراقب زوجها وتوهم نفسها أنه يشعر بضيق شديد في صدره، وكأن أحداً يطبق على خناقه. كانت تظن أن السحر بدأ يأخذ مفعوله، وأن سبب هذا الضيق هو خروج الكراهية ودخول المحبة إلى صدر الزوج.
في اليوم الثالث دخل الزوج غرفة النوم، واقترب من زوجته رنا. ابتسمت رنا في سرّها ابتسامة المنتصر، وأدارت وجهها بغنجٍ ودلالٍ وهي تنتظر أن يمطرها زوجها بوابل من كلمات الحب والغرام، ولكنه بدلاً من ذلك أمطرها بوابل من الشتائم الممزوجة بضربات شديدة من عصا كان يخبّؤها وراء ظهره. لم تعرف رنا لماذا ضربها.. كانت تلك هي المرة الأولى التي يمدّ زوجها يده عليها بالضرب والإهانة!
ولولت وهربت إلى بيت أهلها، وفي اليوم التالي ذهبت إلى الساحر تشتكي إليه ما ألمّ بها...
مطّ أبو مسعود شفته وقال: لعلك أخطأت فجلبت أثر أحدٍ غير زوجك، فانعكس مفعول السحر.
اغتاظت رنا، وقالت باستنكار: كيف أخطىْ وليس في البيت أحد غيري وغيره؟
حاول أبو مسعود أن يتهرب من الجواب، وطلب من رنا أن تحضر له أثراً آخر، ثم أثراً آخر، ولكنّ رنا أفاقت أخيراً على الحقيقة المرة، وخرجت وهي تسبّ الساعة التي ذهبت فيها إلى أبي مسعود، وتسبّ أم هيثم التي دلتها عليه...
قصتنا الثانية عن السيدة رسمية وجارتها فهمية.
قالت فهمية: أشعر وكأنّ على صدري ثقل مئة جبل. أخاف أن أكون مسحورة...
سألتها رسمية: لماذا يا فهمية خانم؟ من الذي يمكن أن يعمل لك السحر؟
قالت: أنا أشك بجارتنا أم لؤي، لأنها تحسدنا دائماً، والبارحة لمّا كانت تنظف الدرج، كانت تحمل سطلاً فيه ماء ملوّن، وعندما سفحته أمام بيتنا شعرت بنفسي (مو تمام)! من المؤكد أن هذا سحر!
سألت رسمية: وماذا تنوين أن تفعلي؟ فأجابتها فهمية: هل تعرفين شيخاً يفكّ السحر؟
قالت رسمية: طبعاً أعرف...
تواعدت الجارتان، وذهبتا في اليوم التالي إلى الشيخ أبو كامل..
عندما دخلتا عليه كان يقول: حرتكوش– مرتكوش– همبروش- يا ملك الأملاك.. خدّامك قدامك..
حملقت فهمية فيه. كان منظره مرعباً: وجهه ملوّث بالشحّار، وشعره منفوش، ورائحة القاذورات تفوح من ثيابه، والزبد يخرج من فمه مع كلماته المتقطعة..
شعرت برعب شديد وقالت لنفسها: هذه أول مرة أرى فيها شيخاً بهذا المنظر، فهل هذا شيخ يا ترى؟
تمالكت أعصابها، وطردت عنها الوساوس لأنها تريد أن تتخلص من السحر، ولا سبيل لهذا إلا عن طريق الشيخ أبو كامل. هكذا أفهمتها جارتها رسمية، فهو شيخ مجرب.. أكثر من عشر مرات جربته رسمية ومعارف رسمية...
طلب أبو كامل من فهمية أن تذبح خروفاً، وأن تذكر عليه اسم مرتكوش وحرتكوش وهمبروش، وأن تحتفظ بشيء من دمه في زجاجة كبيرة، ثم تذهب إلى جارتها أم لؤي، وتدهن باب بيتها بقليل من هذا الدم، وبهذه الطريقة ينفكّ السحر بإذن الله...
طبّقت فهمية الوصفة بحذافيرها، ومع ذلك لم تشعر بالراحة. بالعكس تماماً، كانت تشعر بضيق أكبر في صدرها وعقلها أيضاً، غيّرت الشيخ مرة ومرتين وثلاثة، وفي كل مرة كانت تطبق الوصفات بحذافيرها، ومع ذلك.. لم تنفعها أية وصفة.
الحديث عن السحر لا يقتصر على بلادنا فقط، لكنّ بلاءه عمّ أوساط البلدان الغربية المتحضرة...
لم يستطع التقدم العلمي والحضاري، ولا ثورة الاتصالات والتكنولوجيا، أن تسدّ الفراغ النفسي الذي يشعر به الناس هناك...
فقبل ثلاث سنوات عقد مؤتمر السحر والسحرة في فرنسا، وتلقى أدوات السحر رواجاً متميزاً في أمريكا.
أما في الشرق في البلدان الإسلامية، فالأمر ليس بهذه الدرجة من السوء، وذلك بفضل تعاليم الإسلام التي تحارب السحر وتربط بينه وبين الكفر، ولكن مع هذا نجد موضوع السحر آخذاً بالازدياد في عصرنا الحاضر...
قد يقول البعض: نعم، هو آخذ بالازدياد في أوساط الأميين والجهلة. ولكن للعلم أقول: إن السحرة لم يعودوا يعيشون على الجهلة والفقراء، لكنّ إخطبوطهم امتد ليطال المثقفين والمتدينين..
لقد استطاع السحرة أن يتغلغلوا بين بسطاء المتدينين عن طريق تلقيب أنفسهم بالشيخ أو المعالج بالقرآن، ومحاولة إقناعهم بأن ما يقومون به ليس سحراًً ولا دجلاً، بل هو مداواة ومعالجة بالقرآن الكريم.. وهذا تشويه لمفهوم الشيخ الحقيقي العالم بأمور الدين، الداعي إلى الله تعالى، الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، ومحاولةٌ لخلط الأوراق المزيفة مع الأوراق السليمة...
الحقيقة أن أكثر روّاد السحرة من النساء اللواتي يعانين من المشاكل العائلية.
تهرع الزوجة إلى الساحر علّها تجد عنده وصفة تقرب بينها وبين زوجها، وغالباً ما ينقلب السحر عليها، فبدلاً من أن يحبها زوجها، يزداد بغضاً لها...
لو بحثت كل واحدة من هاتيك الزوجات عن أسباب مشاكلها العائلية، وعالجتها بالحكمة والروية، ألن يكون هذا مفيداً لها بدلاً من سلوك طريق لا يرضى عنه الله ورسوله، ولا المؤمنون والعقلاء؟
قد يكون سبب المشاكل سوء أخلاقها هي، وبالتالي لن ينقلب كره زوجها لها إلى حب إلا إذا بدلت صفاتها الذميمة، وتقربت إلى زوجها بحسن الخلق والتودد والتحبب..
أعرف امرأة كلما جرت معها حادثة سيئة تنسبها إلى السحر، وتظلّ تتهم جاراتها بأنهن يدبرن لها سحراً. كلما اجتمعتُ بها كانت تقول: وجدت ماءً أصفر على عتبة داري، أليس هذا دليلاً على السحر؟ كانت دائماً تطرق أبواب السحرة لتجد العلاج عندهم، رغم تأكيدي لها على حرمة ذلك...
أخيراً اكتشفت سبب الماء الأصفر، فقد فتحت الباب مرة لتجد كلباً متمدداً على العتبة. ابتعد الكلب وبقي ماؤه... ضحكت بحرارة، واكتشفت من يومها كما كانت ساذجة حين صدقت أنها مسحورة.
سألتني مرة إحدى الأخوات: هل تنكرين وجود السحر؟
قلت لها: لا، فالقرآن الكريم يؤكد وجود السحر والسحرة، والله تعالى يقول: (وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا، يعلمون الناس السحر)، ويقول سحرة فرعون: (سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم)) (الأعراف ، 116)
ابتسمت صاحبتي وقالت: إذاً لماذا تنكرين أن نعتقد أننا مسحورات، وأن نبحث عمن يفكّ سحرنا!
قلت لها: أنا لا أنكر وجود السحر، ولكنني أنكر أن يوهم الإنسان نفسه بوجود السحر. وحتى عندما يتأكد الإنسان أنه مسحور، لا يجوز له الذهاب إلى السحرة لفكّ السحر، فهذا حرام لا يجوز شرعاً، بل هو من الكبائر...
يقول النبي عيه الصلاة والسلام: اجتنبوا السبع الموبقات(المهلكات)، قالوا: يا رسول الله وما هي؟ فقال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات.
وفي حديث صحيح آخر قال النبي صلى الله عليه وسلم: (التِّوَلة شرك) والمقصود بالتولة هو السحر الذي يرمي إلى تحبيب الزوج بزوجته. وقد اعتبره النبي صلى الله عليه وسلم شركاً لأن فيه ذهاباً إلى الساحر، وهذا من الكبائر، إضافة إلى أن المرأة تعتقد أن هذا الذي يعقده الساحر ليحبّب زوجها بها، هو الذي يؤثر في زوجها، وهذا من الشرك.
على مثل هذه الزوجة أن تحسّن سلوكها أولاً، ثم تلتجئ إلى الله عز وجل تطلب منه ما تبغيه، فبيده مفاتيح كل شيء، وهو القاهر فوق عباده، وهو على كل شيء قدير..
والحقيقة أن الساحر يتقرب إلى الشياطين بألفاظ الشرك والكفر، وبالإساءة إلى القرآن الكريم، ومنهم من يكتب الفاتحة معكوسة، ومنهم من يظل جنباً أو يرتدي ثوباً نجساً، ومنهم من يسجد للشيطان بدلاً من السجود لله تعالى...
والقرآن الكريم يعتبر السحر كفراً ويعتبر الساحر كافراً، بدليل قوله تعالى: (وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر)، أي لم يكن سليمان عليه السلام ساحراً، فاستخدم الكفر بدل السحر رداً على من اتهم سليمان بالسحر،
سألتني صديقتي: إذاً ماذا تفعل من تشكّ بوجود سحر، وإلى من تلجأ لفكّ السحر؟
أجبتها: الإنسان المؤمن قوي الصلة بالله تعالى، لا يضره السحر بإذن الله، ومن المفيد أن يقرأ المؤمن الفاتحة والمعوِّذتين: (قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس)، وأن يقرأ سورة الإخلاص وآية الكرسي. وإن وجد المرء ما يظن أنه أداة للسحر كالحجاب الذي فيه طلاسم وأرقام، فعليه أن يقوم بدفنه أو بحرقه.. وهذا كل شيء...
قالت باندهاش: هل يكفي أن يقرأ الإنسان على نفسه هذه السور والآيات، لكي يفكّ السحر عن نفسه؟
أجبتها: نعم بإذن الله. أما سمعت قوله تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)؟
قالت: ما رأيك بالشيوخ الذين يتصدون لفك السحر وخدمة المسحورين؟
أجبتها: علينا أولاً أن نميز بين الشيخ الحقيقي الذي يعالج بالقرآن، وبين السحرة والمشعوذين الذين يسمون أنفسهم شيوخاً ومعالجين، ويتسترون بالقرآن...
سألتني بلهفة: وهل هناك علامات للتمييز بينهما؟
قلت: هناك علامات ذكرها العلماء عن الساحر الذي يستخدم الشياطين، من هذه العلامات:
1- أن يأخذ أثراً من آثار المريض (ثوب – شعر – منديل).
2- أن يطلب ذبح حيوان بصفات معينة، أو أن يلطخ بالدم أماكن الألم من المريض، أو أن يطلب رمي الذبيحة في مكان خرب.
3- أن يكتب طلاسم غير مقروءة، أو أن يقرأ طلاسم غير مفهومة.
4- أن يعطي المريض حجاباً يحتوي على مربعات بداخلها حروف وأرقام.
انتهى الوقت المحدد للجلسة بيني وبين صديقتي، فاستأذنتها أريد الذهاب، فقالت: ولكنك لم تحدثيني عن معنى التنجيم وعن حكمه. وعدتها أن أحدثها عن ذلك في العدد القادم بإذن الله، وأن أبحث في التنجيم: معناه.. حكمه... وأن أناقش (العين)... وهل هي حقيقة أم وهم... وهل كل رقية هي رقية محرمة، أم هناك رقى شرعية!!
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى